[*]
يزخر عالم الصوتيات حالياً بسماعات حديثة تتحدى الضجيج؛ حيث تتيح هذه الموديلات المزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء الفعالة (Active Noise Cancelling) للمستخدم الاستمتاع بموسيقاه المفضلة بنقاء كامل أو العمل في هدوء تام لا يعكر صفوه الضوضاء المنتشرة في البيئة المحيطة به، فضلاً عن حماية حاسة السمع من أضرار الضجيج والصخب.
وتعمل سماعات الرأس المزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء الفعالة (Active Noise Cancelling) على خفض الضوضاء الخارجية بواسطة تقنية خاصة، حتى أنه يمكن عزلها تماماً في الأحوال المثالية.
ويستفيد من هذه السماعات بصفة خاصة الموظف الذي يرغب في بدء يوم عمله في استرخاء، أو الاستماع إلى الموسيقى بعد انتهاء العمل بدون إزعاج.
ويتم استخدام تقنية إلغاء الضوضاء النشطة منذ فترة طويلة، مثلاً في سماعات الرأس المخصصة للطيارين، وتعمل هذه التقنية عن طريق العديد من الميكروفونات المركبة في سماعة الرأس. وتقوم هذه الميكروفونات بتسجيل الضوضاء المحيطة ونقلها إلى الأذن في شكل مختلف. ويعمل هذا الأمر على توفير الهدوء أثناء استعمال السماعة؛ حيث تقوم الضوضاء المحيطة الحقيقية والمُعدلة بإلغاء بعضها البعض تقريباً.
ومن المفيد بالنسبة للمستخدم شراء مثل هذه السماعات؛ لأنها تعمل على الحد من الضوضاء الشديدة في كل الأحوال، وتعمل خاصية إلغاء الضوضاء بأفضل ما يكون في الأماكن التي يزداد فيها نفس الضجيج باستمرار، مثلاً عند الجلوس بجانب التوربينات في الطائرة.
ويمكن استعمال سماعات الرأس الخاصة حتى بدون الاستماع إلى الموسيقى؛ حيث إنها تساعد على إلغاء الضوضاء للقيام بالعمل أو الاستمتاع بالقراءة في هدوء وبدون إزعاج.
ويمكن أن يستعمل الموظفون هذه السماعات في المكاتب الصاخبة من أجل التركيز في العمل بصورة أفضل، ومع ذلك يسمع المستخدم في هذه الحالة الضوضاء المحيطة بدرجة شدة مختلفة حسب نوع سماعة الرأس، بدلاً من أصوات الزملاء.
وقامت مجلة «c't» الألمانية باختبار 11 سماعة رأس مزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء الفعالة، وأوضحت أنه عند الاستماع إلى الموسيقى لم يتسبب الضجيج في أي إزعاج للمستخدمين في معظم الأحيان.
تكلفة أقل
وتمتاز تقنية إلغاء الضوضاء السلبية بأنها أقل تكلفة، وبالتالي فإنها تكون أقل فعالية، فعلى سبيل المثال يساهم تصميم سماعات الأذن In-ear في عزل الضوضاء الخارجية بشكل جزئي. بالإضافة إلى أن سماعات الرأس ذات المشبك يمكن أن تعمل على إلغاء الضوضاء الخارجية، وتعمل عادةً بشكل مرضٍ فقط مع الموديلات التي تحيط بالأذن. أما سماعات الرأس فوق الأذن فهى تتناسب بدرجة أقل مع البيئات الصاخبة.
وينصح بألا يتوقف قرار شراء سماعة الرأس على وظيفة إلغاء الضوضاء فقط؛ لأن المرء لا يستمتع بالنغمات والأصوات النقية، إذا لم تكن سماعة الرأس مستقرة بصورة صحيحة على الأذن، ولذلك ينبغي على المستخدم تجريب سماعة الرأس في المتجر قبل دفع تكلفتها، وفي تلك الأثناء يجب التحقق من مدى استقرار وثبات سماعة الرأس الجديدة حتى لا تتعطل على الفور بمجرد سقوطها على الأرض لأول مرة.
ويعتبر استهلاك الطاقة من الجوانب المهمة التي يجب مراعاتها عند شراء سماعات الرأس المزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء الفعالة؛ لأن هذه التقنية لا تعمل إلا بواسطة التيار الكهربائي سواء كان من بطارية مدمجة أو بطاريات منفصلة
وهناك فروق كبيرة جداً فيما يتعلق بفترة تشغيل البطارية، حيث تكفي شحنة البطارية في بعض الأجهزة حتى 24 ساعة، في حين تفرغ شحنة البطارية ببعض الموديلات بعد 9 ساعات تقريباً.
ومَن يرغب في تجنب المفاجآت غير السارة، فيتعين عليه شراء سماعة رأس جيدة مزودة بخاصة إلغاء الضوضاء المحيطة وبتكلفة عالية بعض الشيء، ومع ذلك لا توجد سماعات رأس مثالية حتى الآن، لكن يجب على المستخدم عند الشراء الاختيار ما بين النغمات الجيدة أو إلغاء الضوضاء بقوة أو الحد من الضوضاء المحيطة قدر الإمكان، حيث أن معظم سماعات الرأس تشوبها عيوب في أحد هذه الجوانب.
[*]