نادر بكار: حزب النور ليس لديه موقف سلبى من ترشح "السيسى" للرئاسة.. والإخوان يصرون على "كربلائية" المشهد وغير راغبين فى إنهاء الأزمة.. و"الزرقا" انسحب من الدستور لتعرضه لموقف غير لائق
قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام إن الحزب ليس لديه موقف سلبى من ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لرئاسة مصر "لو رشح نفسه بصفته مدنيا وليس عسكريا، قائلا "وليس لنا أية تحفظات على ذلك الأمر، ووقتها يكون لكل حادث حديث"، مضيفا أن مسألة الرئاسة غير مطروحة الآن، وأن حزب النور تحديدا لم يطرح اسما بعينه للترشح فى الفترة المقبلة، والكلام عنها الآن سابق لأوانه.
وأوضح بكار صحيفة "الشرق الأوسط" أنه لا شك إذا استقر حال مصر، فإن الوطن العربى كله سيستقر، مؤكدا أن البلاد تمر بمرحلة صعبة ولكنها ستجتازها، وأن كل العرب سيعرفون أن أزماتهم ومشكلاتهم ستحل بالاتحاد وليس فى يد بالشرق ولا الغرب.
وأشار إلى أن "النور" منذ قبل 30 يونيو الماضى وبعده، يتواصل مع كل دول العالم، لافتا إلى أنه طالما أنهم حزب سياسى، فهم يتواصلون مع كل الأطراف الأوروبية والأمريكية، خاصة وأنهم يلعبون دور الوساطة فى المصالحة.
ولفت "بكار" إلى أن قادة الإخوان غير راغبين فى إنهاء الأزمة فى مصر، ومن ثم فالحديث الآن هو عن مصالحة مجتمعية مع عناصر شابة من الإخوان وأسرهم على اعتبار أنهم جزء من المجتمع، إنما القادة فهؤلاء أضاعوا فرصا كثيرة وأصبح التعامل معهم لإنهاء المشكلة صعبا جدا.
وأردف" أن الإخوان للأسف هم يعملون على كربلائية المشهد فى ظل استمرار مظاهرات لا فائدة منها، اللهم إلا لتعطيل المسيرة، ووجود الضحايا فى كل مرة يؤكد على أن قيادة الجماعة ما زالت على النهج نفسه".
وحول رؤيته فى استمرار مطالبة الإخوان وأنصارهم بما يسمى شرعية مرسى، وانتقادهم لموقف حزب النور، علق قائلا "لابد من ضرورة فهم الواقع والتعامل معه، وأن الأخطاء الكبيرة للجماعة فى السنة الماضية هى التى أدت إلى تعقيد المشهد الذى نراه الآن، حيث كانت هناك فرص كثيرة جدا للتفاوض وضيعتها الواحدة تلو الأخرى، وأصبح واضحا جدا استحالة عودة مرسى فى ظل الرفض الشعبى، وأيضا فى ظل رفض الدولة نفسها ومؤسساتها"، متسائلا "كيف سيحكم مرسى وبأى مؤسسات؟"، وما أن حجم التعاطف الشعبى معهم قليل جدا.
وتابع "نحن أمام أمرين إما أن يصر الإخوان على كربلائية المشهد والاستمرار فى التباكى، أو أن يعترفوا بأن ما حدث فى السنة الماضية، كان خطأ منهم وأن يندمجوا سريعا فى الحياة السياسية".
وعن أحداث العنف الأخيرة، وهل دخلت مصر دائرة الإرهاب استطرد "بكار" أنه من الصعب قول ذلك، وأنه لا يمكن أن نتكلم عن عقد كامل كما كان فى الثمانينيات، لافتا إلى أن موقف حزب النور واضح جدا برفض أى إرهاب، معتبرا فى الوقت ذاته أن هناك تحفظات على أداء الأمن فى التعامل مع الخصوم السياسيين والتهاون فى دمائهم، وحتى التعامل مع مدنيين به قدر كبير من الاستهتار بالدماء والاستهانة بالأرواح البشرية، وهذا شيء غير مقبول، وأنهم لا يريد شرطة ضعيفة ولا شرطة تطغى على حقوق الإنسان.
وكشف بكار عن تعرض ممثله السابق الدكتور بسام الزرقا فى لجنة الدستور لموقف غير لائق مما أدى إلى انسحابه منها، مشددا على أن خروج "الزرقا" من اللجنة كان انسحابا شخصيا بسبب موقف معين رأى منه ممثل الحزب السابق فى لجنة الخمسين تعاملا غير لائق من بعض الزملاء داخل اللجنة فانسحب من الجلسة، وأن ذلك أمر لم ينفرد به "النور"، وإنما تلاه موقف مشابه من الأنبا بولا، وكان أيضا انسحابا شخصيا، ومع ذلك فلم تنسحب مؤسسة حزب النور ولا الكنيسة بسبب هذه المواقف.
وأكد "بكار" أنه تم الاجتماع مع الزرقا وقال إنه لا يستطيع أن يتعامل بهذا الشكل وطلب إعفاءه من تمثيل حزب النور فى اللجنة، لافتا إلى أنه بمقارنة الجمعية التأسيسية التى كان بكار والزرقا عضوين بها فى دستور عام 2012 فقد كان أمرا صعبا جدا أن يخرج شخص من اللجنة ويأتى بديل له من الحزب نفسه، لأن الاختيار كان بالانتخاب، ولكن فى اللجنة الحالية يتم الاختيار بالتعيين.
وأعرب بكار عن قلقه بسبب تشكيل لجنة الدستور بهذا الشكل الذى وصفه بغير المتوازن، مضيفا أنهم بالفعل عبروا عن موقفهم فى هذا الصدد وقتها، لكنهم لم يريدوا أن يعرقلوا الأمور، من أجل أن تتحرك المسيرة ورغم اعتراضهم على تشكيل اللجنة بهذا الشكل، إلا أنهم شاركوا إعلاء للمصلحة الوطنية بعدما سجلوا موقفهم فى حينها.
وكشف نائب رئيس "النور" لشئون الإعلام أن أكثر من مشكلةلم تحل فى لجنة تعديل الدستور الحالية تحتاج للبحث عن مخرج، مثل المادة 219 المفسرة للمادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية، وأنهم طرحوا أكثر من خيار منه حذف المادة 219 تماما وحذف كلمة "مبادئ" معها وتكتب بدلا منها "الشريعة الإسلامية"، أو أن تضاف المادة 219 إلى المادة الثانية، أو أن توضع مادة تنص على أنه لا تشرع أى قوانين تخالف الشريعة، مستدركا " لكن المشكلة الحقيقية أن هناك تخوفا غير مبرر من الحديث عن الشريعة الإسلامية لدى البعض سائد نظرا للتسويق الخاطئ للإعلام ".
وشدد بكار على أن المرجعية فى الأمور المتعلقة بالشريعة يجب أن تكون للأزهر وليس لأى حزب دينى أو تيار سياسى إسلامى، مشيرا إلى أن من حق الحزب أن يقوم على مرجعية إسلامية.