للبيادة نكهات عديدة
"البيادة حلوة مافيش كلام"، "عاجبك طعم البيادة وهي في بقك؟".
هاتان من الجُمل التي يظن الإخواني أنه خلاص "قفشك" وكشفك أمام نفسك كعبد للبيادة تستمتع صباحاً ومساء بلحسها بعد أن ارتضيت كليبرالي عفن أن تأكل إلهك الذي صنعته من العجوة، اللي هو الديمقراطية يعني، وقررت أن تعيش في كنف الانقلاب بدلاً من حكم الإخوان الديمقراطي.
ينسى الإخواني أو الإسلامي أنهم سبقوا "الانقلابيين" في هواية لحس البيادة بل أدخلوا على البيادة نكهات متنوعة من أول طعم الفانيليا إلى طعم ماسبيرو ومحمد محمود.
-"يا مشير يا مشير أنت الأمير، يا مشير يا مشير إحنا جنودك من التحرير"
الهتاف الذي رج ميدان التحرير فيما عُرف بجمعة قندهار الأولى
-"يجب طاعة الجيش حتى لو تعارض ذلك مع الشرع مؤقتاً"
فيديو شهير على اليوتيوب من نفس (الجمعة) لأحد الإسلاميين ذي لحية بيضاء لا يدنسها شيء إلا نفاقه الفج.
هل تذكرون دعوة محمد حسان على جبل عرفة على من يريدون المساس بالجيش؟ لم يخرج أحد منكم ليقول لنا إنه جيش خائن قاتل ومتواطئ مع الصهاينة كما قالوا لاحقاً على منصة رابعة.
- أبلغني وزير الداخلية أنه لا يوجد "خرطوش". الكتاتني رئيساً لمجلس الشعب ومحللاً لقتل المصريين في محمد محمود.
"وييجي واحد صايع مالوش تلاتين لازمة يتكلم على الجيش بأمارة إيه؟" خالد عبدالله في عزف منفرد في لحس بيادة الجيش مرة وبيادة الداخلية مرات وهو يطالبها بسحق البلطجية الشمامين الذين يقطعون الطرق.
أتذكر كم مقاطع الفيديو التي شتموا وشمتوا في الأقباط الذين تم قتلهم في ماسبيرو، واستخدام القوة المفرطة أو المعايير العالمية في التعامل مع المتظاهرين لم تكن أبداً في أجندة إعلامهم ولا قياداتهم، بل تم تبريره بأن الأقباط يريدون الاستقواء بالخارج ويريدون تقسيم البلاد عن طريق إحراج الجيش بأن يموت أكبر عدد من الأقباط يومها لتبرير دمحترم قوات دولية.
حموم الإنسان، أيام كانوا في الحكم تتحول الآن بقدرة قادر إلى "حقوق الإنسان" وجملة جيمس كاميرون "لا تحدثني عن حقوق الإنسان طالما يتعلق الأمر بالأمن القومي" كانت هي الجملة الأكثر ترديداً في قنواتهم والآن أكثر جملة تُستعمل ضدهم.
يتميز خطاب الإسلام السياسي بقدرة عالية على المرونة و"المط".
"الجيش الخائن"، "السيسي السفاح" من الشعارات المفضلة لمنصة رابعة، هؤلاء هم من خرجوا بمصطلح "جمعة الوقيعة بين الجيش والشعب" في مايو 2011، وهؤلاء هم من رفعوا صوت القرآن في منصتهم بالتحرير ليغطوا على هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر".
أعرف أن الشعوب ذاكرتها ضعيفة بس مش كده يعني.
"رجال القوات المسلحة رجال من دهب" مع تقسيمات أخرى في مدح وزارة الداخلية قام بها مرسي في محاولة بائسة أخيرة في خطابه البائس الأخير ليكسب البيادات لصفه.
جري الشريط يابني أسبوعين كمان لتكتشف أن طعم البيادة ماعدش "يكيفهم"
"وزير الداخلية لو راجل وبيشرب بيريل ييجي هنا" صفوت حجازي متحدياً أجهزة الدولة
"اللي حيرش مرسي بالميه حرشه بالدم" صفوت في أفضل أحواله على منصة رابعة.
"اللي حيرش الجيش المصري بالميه حنرشه بالدم" صفوت في إعلان مبتذل يلحس فيه البيادة بتلذذ منذ سنة ونصف بالضبط.
"إحنا حنموت هنا"، "دونها الرقاب" "اتينا هنا لنطلب الشهادة".
تقسيمات أخرى لصفوت ورفاقه وهم يفطمون نفسهم من لحس البيادة، ولكنه بعد أن استعرض قدراته غير المسبوقة في تجييش وشحن الآلاف كل ليلة لدفعهم دفعاً للموت في فض الاعتصام لم ينل من الشهادة جانباً ووجدوه على حدود مصر بصبغة وسكسوكة "دوجلاس" نافياً معرفته بأي شيء ومتبرئاً من كل شيء.
"والله لو أعرف أن فيه سكينة بلاستيك يمكن أن تقتل ضابط شرطة لكنت أول من ترك الاعتصام".
"الإخوان هم السبب بسبب إدارتهم الفاشلة".
"أنا أحترم السيسي جداً ولا مانع من محاكمة مرسي وأقسم بالله أنا مش إخوان أصلاً"
صفوت حجازي يسترجع حلاوة لحس البيادة بعد القبض عليه مضيفاً لها نكهات غير مسبوقة من الخسة والنذالة.
أمن أجل هؤلاء مات هؤلاء المساكين؟
"جئنا من أجل من؟"
"الله"
"نموت هنا من أجل من؟"
"الله"
صفوت ورفاقه يعدون المشهد الأخير على المنصة ليتقبل هؤلاء مصيرهم المحتوم
صفوت والبلتاجي وغيرهما لو كانوا على كشف مرتبات أمن الدولة والمخابرات العامة والجيش ما فعلوا في الإخوان ما فعلوه.
أريد أن أصدق أن الإخوان ليس لهم علاقة بحرق الكنائس أو قتل الجنود بسيناء ولكن تصريحاتهم التحريضية الطائفية التهديدية تجعلها "لابساهم لابساهم".
أنت حمار يا حمار؟
وفي النهاية دفع المئات حياتهم في واحدة من أسوأ المشاهد الإنسانية قاطبة، قُتل أكثر من 800 من المعتصمين، لأن أمثال صفوت والبلتاجي أعدوا المشهد جيداً لحدوث ذلك.
الآن لن يتذكر أحد التقارير المضحكة لوجود أسلحة كيماوية في رابعة أو وجود منصات مضادة للطائرات فوق أسطح عماراتها.
هل وجدنا هذه الأسلحة؟ لا.
لن يراجع أحد نفسه أمام تصريح وزير الداخلية أن كل الأسلحة التي ضُبطت هي 10 بنادق آلية و29 سلاح خرطوش فقط، وليست ترسانة الأسلحة المضحكة التي كانت تتداولها وسائل إعلامنا الفاشي الجديد. (راجع مقال أستاذ محمد أبوالغيط في المصري اليوم "مقال عن المذبحة").
قُتل أطباء ومهندسون وأشخاص أنا وأنت نعرف أنهم "مش إرهابيين ولا نيلة"، ولكن لا أحد يريد أن يستمع أو يتعاطف، فكل ما يتذكره الناس هو التحريض على المنصة، وصفوت "وهو عامل سبع رجالة في بعض"، وفي النهاية قُتل من لا يستحق من أجل من لا يسوى شيئاً أكثر من ثمن الصبغة في شاربه "الدوجلاس".
لذلك عزيزي الإخواني الذي لم يقبض عليك بعد، فأنت الآن عضو جماعة إرهابية بالنسبة لبقية الشعب، وذلك بسبب نشاط منصة رابعة غير المسبوق، قبل أن تعاير من سكت وقبل "حكم البيادة ولحسها" كما تقول، حاول أن تدخر بعض من سخريتك وغضبك لقياداتك الذين لحسوها ولمعوها وقبلوها ثم وضعوا شباب جماعتهم في مواجهتها وفروا هاربين تاركين وراءهم شباباً كل ذنبهم أنهم صدقوهم.
تذكر أن منطقك العبثي في محاولة استمالة الصحافيين والكتاب والإعلاميين للوقوف بجانبك ضد الجيش ربما لن تنجح لأن قياداتك وإعلامك شوّه وكفّر وخاض في أعراضهم، وفي النهاية دعا عليهم محمد عبدالمقصود في حضور رئيسك، فكيف تتوقع أن ننصرك الآن وقد قمتم بشيطنة الجميع؟
قياداتك يا عزيزي هم من ابتدعوا هواية لحس البيادة وظنوا أنها ستحميهم من الشعب وهم يرسخون حكم جماعتهم، وفي النهاية بكوا كالأطفال حين لم ترد البيادة الجميل، و"قلبت" عليكم وتركوك أنت وزملاءك لتدفع ثمن المواجهة مع الجيش والشرطة معاً، فإن نجوت من الموت لم تنجُ من الاعتقال، وإن نجوت من الاعتقال لم تنجُ من كراهية الناس الذين في يوم من الأيام أعطوكم صوتهم، والآن لا يهتز لهم شعرة ولو سقط الآلاف من قتلاكم فالحجة: "جماعة إرهابية" والدليل: صفوت ورفاقه، وكلما حاولنا إقناع الناس بحجم المأساة التي حدثت في رابعة وأرقام القتلى غير المسبوق فهناك المنيل وكرداسة وأسوان وبين السرايات وسيناء والكنائس في طول مصر وعرضها، فكل ذلك نتاج عفن من سياسات قاداتكم وإعلامهم على مدى أكثر من سنة.
قست قلوبكم على الناس فبادلوكم قسوة بقسوة.
صنفتم من فارق هذه الحياة بمنطق "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"، فاليوم لا يبكي أحد قتلاكم ولا يتحرك إعلامنا لإدانة قتل هذا العدد المرعب ممن كانوا في المكان الخطأ.
وحين نعترض على ذلك، فالإجابة جاهزة: "تفتكر كان حيفرق معاهم لو كنا إحنا اللي اتقتلنا في التحرير؟".
كل هذه القسوة من أجل من؟ واحد زي صفوت؟
هل يستحق ذلك الصفوت أن نفقد إنسانيتنا ولا نطالب بالتحقيق في أحداث الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة؟
منك لله يا صفوت أنت واللي معاك.
في الآخر يا عزيزي الشاب الإخواني ماتتعبش نفسك ولا تحاول معايرة الناس بحب البيادة وعشق الانقلاب، وإذا نويت استخدام مثل "أُكلت حين أُكل الثور الأبيض" فتذكر أنك حاولت أكل خصومك من قبل.
قياداتك عشقت البيادة قبلنا واتخذت من الانقلاب على الشرعية وعلى الشعب والثورة أسلوب حياة وفي وسط كل ذلك قُتل من صدقوهم بلا ثمن وقُتل من وقف أمامهم بلا دية.
انس موضوع عشق البيادة وتأييد الانقلاب وانظر إلى جماعتك، صدقني البيادة والانقلاب هما أقل مشاكلك.