القلم الحر مشــرف
عدد المساهمات : 211 تاريخ التسجيل : 19/08/2013
| موضوع: قصة من قتل سلمى - تأليف : طارق حسن الأحد سبتمبر 01, 2013 7:30 am | |
|
الجزء الاول ---------------- سلمى ربيع ، فتاة لم يتعدى عمرها ال 17 عاما ، فى الثانوية العامة ، أنهت الصف الثانى الثانوى ، تحلم مثل الكثير من فتيات جيلها بأن تنهى دراستها الثانوية ثم الجامعية ثم يأتى فارس أحلامها ويخطفها على حصانه الابيض . كانت سلمى تعيش مع والدها ووالدتها وأخيها الصغير ذو ال 10 سنوات فى الطابق الثالث ، بينما يعيش فى الطابق الثانى ، عمها الأكبر " سعد " وأسرته ، وفى الطابق الرابع عمها الاصغر " محمود " وأسرته ، أما الطابق الأول ، فهو بيت العائلة . خطفت سلمى بجمالها وخفة دمها قلوب الكثير من شباب قريتها ، فهذا يتمنى نظرة ، وهذا يتمنى إبتسامة ، وهذا يمر يوميا من أمام منزلها ، وهذا يفكر كيف يحدثها ، وكان " أحمد " هو سعيدهم ، فقد خطف هو الأخر قلبها ، فهو يشاركها خفة الدم ، وحب الناس له ، وثقته فى نفسه . أحمد ، او المهندس أحمد ، كما يطلق عليه الأهل والجيران ، يكبر سلمى بثلاثة أعوام ، فقد أنهى السنة الثانية من كلية الحاسبات والمعلومات ، معروف للجميع ، فهو خبير الكمبيوتر فى القرية ، فإذا تعطل جهاز كمبيوتر فى أى منزل ، يتصلوا بأحمد ، من يريد أحدث برامج الكمبيوتر ، يتصل بأحمد ، كان محبوباً من الجميع ، ولا يتأخر عن مساعدة أحد . تعرف أحمد على سلمى فى بيت عمها ، فقد طلب عمها " سعد " من أحمد أن يذهب معه ليشترى جهاز كمبيوتر لأبنه الوحيد " محمد " ، لنجاحه فى المرحلة الإعدادية ، وبعد تركيب الجهاز فى المنزل ، قدمت سلمى كوب من العصير إلى أحمد ، وفى لحظة تناول الكوب تحركت يده ، فسقط العصير على ملابسه ، فقام مسرعاً يمسح العصير ، وقالت سلمى : أنا أسفة ، ورد عليها ولايهمك ، ثم دخلت مسرعة وأحضرت قطعة قماش مبللة وأعطتها له ليمسح ملابسه ، وهى تكتم ضحكتها . عندما عاد أحمد إلى المنزل ، ظل يفكر فى سلمى ، وفى موقف سقوط العصير على ملابسه و ضحكتها المكتومة وهى تعطيه قطعة القماش المبللة ، ظل هكذا حتى ذهب فى نوماً عميق ، وهى أيضا ، عندما ذهبت إلى النوم ،تذكرت الموقف ، عندما سقط كوب العصير، وعندما أعطته قطعة القماش ، وتقابلت عيناها مع عيناه ، ثم ما لبثت أن إحتضنت وسادتها ونامت . وبعد عدة أيام ، تقابل أحمد وسلمى فى الطريق ، فنظرت إليه ونظر إليها ، وبدأها الكلام أحمد : إزيك يا سلمى ، عاملة ايه؟ سلمى : الحمد لله كويسة أحمد : والكمبيوتر عامل ايه ، شغال كويس سلمى : اه كويس ، انا مبقعدش عليه اصلا ، محمد إبن عمى مبيقمش من عليه ، وأنا معرفش فى الكمبيوتر حاجة . أحمد : لو عاوزة أى حاجة فى الكمبيوتر ، إبقى قوليلى ، انا فى الخدمة ، ثم أخرج ورقة من جيبه ، وكتب عليها رقم هاتفه المحمول ، وأعطاها إياها ، ترددت سلمى قليلا ثم أخذت الورقة ، وقالت شكرا ، بعد إذنك ، وذهبت مسرعة تسابق الريح ، وكأنها تشعر أن جميع من فى الشارع رأها وهى تأخذ الورقة . ظل أحمد ينتظر إتصالاً من سلمى اياماً وأيام ، حتى نسى او تناسى او فقد الأمل فى ذلك ، وبعد مرور أكثر من 10 أيام ، رن هاتفه المحمول ، وعندما رد على الإتصال وإذ به يتفاجأ بإن المتصله هى سلمى ، كاد قلبه أن ينخلع من شدة الفرح أحمد : ألو .. السلام عليكم سلمى : عليكم السلام أحمد : مين معايا سلمى : أنا سلمى أحمد ، إزيييييييك يا سلمى ، انا قلت إنك مش هتتصلى خالص ، إظاهر محمد مش بيخليكى تقعدى على الكمبيوتر سلمى : اه فعلا ، بس إنهارده ، راح يلعب كوره ، فأنا استغليت الفرصة ، وكنت عاوزه العب شوية على الكمبيوتر ومش عارفة أعمل إية . أحمد : دا رقمك ، سلمى : ايوه أحمد : طيب اقفلى وأنا هتصل بيكى ، سلمى : لا عادى ولا يهمك أحمد : اقفلى بس ، يلا سلام كان أحمد يريد أن يتحدث معها أكبر وقت ممكن ، ففضل أن يتصل هو من هاتفه حتى يتحمل تكاليف المكالمة سلمى : الو أحمد : الو .. معاكى ، قوليلى بقى عاوزة تسألى علي إيه سلمى : بصراحة ، انا مش عارفة حاجة خالص ، عاوزه أشغله وافتح اى حاجة زى ما محمد إبن عمى بيعمل أحمد : بصى ، الاول إضغطى على الزرار الكبير إللى فى الكمبيوتر من تحت عشان يشتغل واستنى شوية لما يفتح وبعدين ........ وظل أحمد يتحدث مع سلمى ويشرح لها كيف تتعامل مع الكمبيوتر أكثر من نصف ساعة ، حتى وجد من يدخل فى وسط الحديث ، عفوا لقد أوشك رصيدكم على النفاذ ، يرجى إعادة شحن البطاقة . فقال لسلمى : معلش شكل الرصيد هيخلص ، هروح أجيب كارت وأكلمك ، فقالت : لا لا خلاص ، انا هقوم دلوقتى ، شكرا جداً يا بشمهندس فرد عليها ، العفو على إيه ، ولو أى وقت إحتاجتى حاجة ، رنى عليا بس ، وأنا هتصل و.... عفوا ، لقذ نفذ رصيدكم ، ، يرجى إعادة شحن البطاقة ، ثم إعادة المحاولة فرد أحمد محدثا الهاتف ، يا ابن ال ...... ، مش قادرة تصبر دقيقة كمان . مر أكثر من اسبوع ، وأحمد ينتظر أى إتصال من سلمى ، ولكن دون جدوى ، فكر فى الإتصال بها ، ولكن خشى أن تغضب من ذلك او يضايقها الإتصال ، ثم أستقر تفكيره على إرسال رسالة ، ولكن ماذا يكتب ، ظل يحادث نفسه ، تكتب إية يا أحمد ، تكتب إية يا أحمد ، - حبيبتى سلمى ، إشتقت إلى صوتك ..... إية الهبل دا ، دى ممكن ترد عليك ب " حبك برص " ، إمسح ياعم بلاش فضايح - وحشتينى قوى .............. لا لا لا لا متنفعش ، إمسح ..إمسح - إزيك يا سلمى ، عاملة إيه ، الكمبيوتر إتعطل ولا إنت مبقتيش تقعدى عليه ... ايوه هى دى ، إرساااااال وظل أحمد ممكسا بالموبيل فى يده ، منتظراً رسالة سلمى ، بل وتخطى ذلك وبدأ يحدث الموبيل - ردى بقى ... - شكلها مش هترد …. - يا ترى زعلت من الرسالة - إية اللى خلانى أعمل كدا مضى أكثر من ساعتين ، ولم ترد سلمى على رسالته ، ففكر أحمد فى إرسال رسالة أخرى ، " أنا اسف على الرسالة ، بس والله كنت بطمّن بس " لا لا لا ، أسف ايه وبتاع إيه ، إن ردت ، اوك ، مردتش ، إمسح رقمها وريح نفسك ، ثم وضع الموبيل بجانيه وتمدد على سريره وأغمض عيناه وظل يفكر ... وما هى إلا لحظات حتى سمع رنة إستلام رسالة ، فهب مسرعاً يتحسس موبيله ، وفتح صندوق الرسائل ، ييييييييييييييييييييييس ، من سلمى ، يييييييييييييييس - الله يسلمك يا بشمهندس ، الكمبيوتر شغال ، بس محمد ، قاعد عليه على طول ، وتقريبا نسيت كل حاجة ههههه فرح أحمد بالرسالة كثيرا ، ورد عليها - طيب ، أية رأيك ، أجى أديكوا دورة كمبيوتر ، وببلاش كمان ، عشان خاطرك بس عندما رأت سلمى هذة الرسالة ، إبتسمت ، وقراتها كثيراً وأغمضت عينيها وتخيلت أحمد أمامها وهو يقول " عشان خاطرك بس " لكن لم تجد كلمات ترد بها عليه ، او أنها أردات شىء أخر وهو سماع صوته ، فقامت بإعطائه ميسد كوول لم يصدق أحمد نفسه ، فقد كان كل ما يتخيله هو الرد على رسالته ، وعلى الفور قام بالإتصال بها ، سلمى : الو أحمد : الو . إزيك سلمى : الحمد لله .. أنا اسفه انا جيت أرد على رسالتك ، فضغطت إتصال بالخطأ أحمد : ولا يهمك ، إنت كويسه أهم حاجه سلمى : الحمد لله كويسه ، وحضرتك كويس ؟ أحمد : الحمد لله .. ها قلتى إيه ، هنبدأ الدورة أمتى ؟؟؟ سلمى : انت بتدى دورات ببلاش كدا ... أحمد : لا دى عشان خاطرك انتى بس سلمى : وإديت كام دورة ببلاش قبل كدا ، عشان خاطر حد يعنى أحمد : والله ما أديت حد قبل كدا ببلاش ، ومبحبش أدى دورات أصلا ، عموما خلاص ، انا كنت عاوز أساعد بس سلمى : إنت زعلت ؟ أحمد : لا أبدا ، ولا يهمك ، سلمى : اوك أحمد : انا هقفل دلوقتى ، هتعوزى حاجه ؟ سلمى : لا شكرا أحمد : اوك سلام سلمى : سلام عندما سألت سلمى أحمد : إنت زعلت ، فكر قليلاً قبل الإجابة ، فهذا السؤال يعنى أنها لا تريده أن يغضب ، وهو ما دفعه لآن يقتصر المكالمة ، التى ينتظرها منذ أكثر من اسبوع ، اراد أن يختبر رد فعلها بعد المكالمة . وظل ينتظر ، ويحدث نفسه ، يا ترى هتعمل إيه ، يا ترى هتبعت رسالة ، ولا هترن تانى ، وما هى إلا دقائق حتى جائته رسالة من سلمى : أنا اسفة بجد ، مكنش قصدى ، متزعلش منى . وما إن قرأها أحمد حتى بدأ يهلل يابو حميد يا جامد ، يابو حميد يا جامد ، اوووه ..... ، اوووه ..... ، اوووه ..... وهو فى شده فرحه ، فتحت أمه الباب وسألته : مالك يا أحمد ، إزبهل أحمد أمام أمه ، فقد كان يهلل مثل المجانين ، ورد عليها قائلا : أصل الـ ..... - الـ...... إيه ؟ - أصلى كنت بجرب حاجه على الكمبيوتر ومكنتش رأضية تشتغل وإشتغلت - طيب ، بطل دوشة ، أبوك نايم .
الجزء الثانى غدا
| |
|
القلم الحر مشــرف
عدد المساهمات : 211 تاريخ التسجيل : 19/08/2013
| موضوع: رد: قصة من قتل سلمى - تأليف : طارق حسن الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:02 am | |
| الجزء الثانى :-
كانت فرحة أحمد برسالة سلمى عارمة ، فقد تأكد مما اراد وخطط له ، فرد فعل سلمى يؤكد له أنها معجبة به كما هو معجب بها ، وتخاف على مشاعره وأحاسيسه . رد أحمد على رسالة سلمى قائلاً : لا أبداً ، مزعلتش ولا حاجه ، بس تأكدى إنى عمرى ما عملت كدا عشان خاطر أى بنت إلا .... (سلمى) وبدأت الرسائل شبه الغرامية تتدفق من الطرفين ، وكما يقول قائل ، إن أكثر مستفيد من الحب هو ( شركات المحمول ) عبر الرسائل النصية والمكالمات الغرامية . وبدأت الدراسة ، أحمد فى السنة قبل النهائية من التعليم الجامعى ، وسلمى فى السنة النهائية من التعليم الثانوى ، ومع قرب الإمتحانات ، تزيد الغراميات ،فأصبحت الرسائل شبه الغراميه ، غراميه ميه فى الميه وتبدلت الكلمات من إعجاب إلى حب و من صباح الخير يا سلمى إلى صباح الخير بيبى . وفى بداية إمتحانات نصف العام الدراسى لأحمد ، قال لسلمى أنه لا يستطيع العيش بدونها ، و أنه يتمنى أن ينهى دراسته اليوم قبل الغد حتى يتقدم لخطبتها ، فهو يريد لهذا الحب أن يتوج بالزواج ، وأعرب لها عن خشيته فى أن ترتبط بأى شخص غيره . قالت له سلمى : انا عمرى ما هرتبط بحد غيرك يا أحمد ، حتى لو مت ، دا أنا بحلم باليوم إللى هتيجى تخطبنى واللحظه إللى هتلبسنى الدبله. أحمد : بجد يا سلمى ، وعد ؟ سلمى : بجد يا أحمد ، وعد ، وإنت كمان ، هقتلك لو بصيت هنا ولا هنا ضحك أحمد وقال : حد يبقى معاه القمر ويبص للنجوم . سلمى : يا سلام أحمد : بجد إنت قمر ، وأحلى قمر فى الدنيا كلها ، بحبك سلمى : وأنا كمان أحمد : وإنت كمان إيه سلمى : بس بقى ، بتكثف
عدت الأيام سريعا وإنتهى العام الدراسى ، وبمجرد إنتهاء الإمتحانات ، قال أحمد لسلمى أنه يريد أن يتقدم لخطبتها بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة ، وحدث بينهم هذا النقاش أحمد : انا عاوز أتقدملك رسمى ، بعد النتيجة على طول ، وتبقى الفرحة فرحتين سلمى : بس إنت لسه قدامك رابعة كلية ، وممكن أهلى ميوفقوش أحمد : منا هطلب من والدك إنى أخطبك ونلبس دبله ومحبس ، وإنت لسه قدامك 4 سنين كلية ، هكون أنا اتخرجت وأشتغلت وبعدين انا مش هدخل الجيش ، يعنى هشتغل بعد ما أخلص على طول وممكن نجوز بعد تانية كلية على طول وتكملى دراسة وإحنا مجوزين . سلمى : مش عارفه يا أحمد ، أنا خايفه أحمد : خايفه من إيه بس ؟ سلمى : خايفه أحمل وانا فى الكلية ، وأولد فى الإمتحان أحمد ضاحكاً : بحسبك هتقولى خايفه ميوفقوش ، خلاص إجوزنا ، وإحملتى وهتولدى فى الامتحان ، متخفيش هبقى أقفلك بره اللجنة ، ومعايا الداده ،عشان تولدك هههههه سلمى : بتتريق عليا ، ماشى ، ماشى أحمد : لا يا حبيبتى أنا أقدر ، شوفى ، انا هكلم والدى وأقنعه ، وأول ما النتيجة تظهر ، هاجى ابارك ,اطلب إيدك من أبوكى ، لو وافق ، هجيب أهلى بعد كدا ، ونعمل خطوبة سلمى : ماشى يا حبيبى ، ربنا يخليك ليا . وظهرت نتيجة الثانوية العامة ، وكان أول نتيجة ظهرت فى القرية عن طريق الإنترنت هى نتيجة سلمى ، بواسطة أحمد ، حيث اسرع بالإتصال بمنزل سلمى وإخبار والدها بنجاحها . ثم أخبرأحمد والد سلمى بأنه قادم غداً ليأخذ حلوى النجاح وكوباً من العصير او الشربات . كان أحمد قد تحدث مع والده فى موضوع خطوبة سلمى ، وهو ما رفضه قائلا له : إنت لسه روحت فين ، مش لما تخلص دراستك الاول وتشتغل تبقى تفكر تخطب ، ولا هتتجوزها وأنا اصرف عليكوا ؟؟ فرد أحمد : يا بابا دى مجرد خطوبة دلوقتى ، انا بحبها ومش عاوز حد يخطبها قبلى ، وبعدين مش هنجوز إلا لما اشتغل طبعا وأكون نفسى . ومع إلحاح أحمد على ابيه ، وبعد ما شرب الشاى بالياسمين الخاص بالحاجه أم أحمد ، مضافاً إليه بعض الغمزات واللمزات النسائية ، وافق الحاج أبو أحمد موافقة مبدئية وقال : خلاص ، انت روح كلم ابوها ، ولو وافق ، يبقى ربنا يقدم إللى فيه الخير . إتصل أحمد فى المساء بسلمى وأخبرها : انا جاى بكره إن شاء الله أبارك نجاحك ، وهكلم والدك فى الخطوبة ، قولى يارب يوافق سلمى : انا خايقه قوى أحمد : ربنا هيسهل إن شاء الله ، انتى حاولى تفاتحى مامتك فى الموضوع ، عشان الستات بيبقى ليها دور بردو ، خليها تسقيه شاى بالياسمين سلمى : إشمعنى شاى بالياسمين ؟ أحمد : لا ، دى ابقى افهمهالك بعدين لم تكن تدرى سلمى كيف تفاتح والدتها فى هذا الموضوع ، كانت سلمى قريبه جداً من والدتها ، وتحكى لها كل شىء ، إلا هذا الموضوع ، فلم تخبرها يوماً بحبها لأحمد ، لم يكن عندها الجرأه لذلك ، ذهبت إلى امها وكانت فى المطبخ ، سلمى : ماما ، مش عاوزه أى مساعده ، أعمل معاكى حاجه أم سلمى : لا يا حبيتى شكرا ، انا خلاص خلصت كل حاجه سلمى : متأكده ، مش عاوزه أى حاجه أم سلمى : اممم ، عاوزه إيه ، قولى ، انا عارفاكى سلمى : بصراحه بصراحه ، أم سلمى : هاااا سلمى : عارفه البشمهندس أحمد ، إللى جابلى النتيجة من على النت ؟ أم سلمى : أيوه ، إبن حلال والله ياما دعيتله أمبارح سلمى : هو عاوز يتقدملى ، وجاى يكلم بابا بكره عشان يخطبنى ضحكت أم سلمى وقالت : يخطبك ، هاهااهاهاها ، وهتجوزا امتى بقى ؟ سلمى : ماما بقى ، انا بتكلم جد ام سلمى : جد إيه يا بت ؟ وإنت إيه اللى عرفك ؟ اوعى تكونى بتكلميه من ورايا ولا بتقابليه ؟ سلمى : لا يا ماما ، ليه يعنى ، بس هو اتصل بيا يباركلى على النتيجة ، وبعدين قالى إنه عاوز يتقدملى أم سلمى : بس هو لسه مخلصش كلية ، دا لسة بياخد مصروفه من أبوه سلمى : يا ماما دى خطوبة بس ، وبعدين منا لسة قدامى الكلية ، يعنى هيكون خلص دراسة وأشتغل وممكن نتجوز وانا بعد تانية او تالتة كلية ، وبعدين والله نص بنات المدرسة بيتمنوا يكلموه بس ، وهو محترم قوى ، وشاطر ، يعنى أكيد اول ما يخلص الكلية ، الشركات هتجرى عليه . أم سلمى : بس أبوكى مش هيوافق ، البنات لما بتنخطب ، بتنخطب لواحد مستقبله مضمون ، بيشتغل وبيكون نفسه ، مش بتنخطب لطالب سلمى : مهو دا دورك يا ست ماما ، تقنعى بابا ، يعنى انت مش هتبقى مبسوطة لما بنتك حبيبتك تبقى مبسوطه أم سلمى : اااه منك ، ماشى ، وهو هييجى امتى ؟ سلمى : بكره أم سلمى : لما نشوف ابوكى هيقول إيه ، لو عرف إنك كلمتيه ، هيدبحك . سلمى : لا مش هيعرف ، وبعدين كل حاجة هتبقى رسمى أهوه ، شدى حيلك بقى .
ذهب أحمد فى اليوم التالى إلى منزل سلمى ، وقابله والدها الحاج ربيع بالترحاب وشكره على إهتمامه بالنتيجة وبعد أن شرب أحمد القليل من العصير ، بدأ فى الكلام قائلا أحمد : الحقيقة يا حاج ربيع ، انا كنت عاوزك فى موضوع مهم الحاج ربيع : إتفضل يا بشمهندس أحمد : انا إن شاء الله لسه لى سنة واحدة فى الكلية ، وإن شاء الله ربنا يوفقنى بشغل كويس بعد التخرج ، حضرتك عارف إنى الولد الوحيد ، يعنى مليش جيش ، ودا إللى شجعنى وخلانى أجى لحضرتك إنهارده عشان أطلب إيد الأنسة سلمى . لو حضرتك وافقت ، هجيب أهلى ونقرأ الفاتحة ونلبس دبله ومحبس ، وبعد سنتين ، أكون انا خلصت واشتغلت ، وتكون هى خلصت تانية كلية ، ممكن نجوز ، فإنت إية رأى حضرتك ؟ الحاج ربيع : الحقيقة كلامك مفاجأ يابشمهندس ، إنت إنسان كويس ومحترم ومبتتأخرش عن حد لو طلب منك حاجة ، انا شايف انك لسة صغير ، المفروض إنك تستنى لما تخلص دراستك وتشتغل ، وتستقر ماديا ، وبعدين تفكر فى الزواج ، وسلمى لسة صغيرة على الحجات دى ، أحمد : بصراحة انا خايف استنى لما اخلص دراسة واشتغل ، ييجى حد غيرى يخطبها ويجوزها ، عشان كدا ، جيت لحضرتك الحاج ربيع : سلمى لسه صغيرة ، وبعدين محدش عارف النصيب فين ، فى النهاية كل واحد بياخد نصيبة ، إنت شد حيلك ، وخلص دراستك ، وإشتغل وكوّن نفسك ، والف بيت هيتمنى يناسبك .
لم يستطع أحمد إقناع والد سلمى بأى شىء ، فوالدها محق ، ربما يرى إبنته صغيرة على الدمحترم فى هذة الأمور ، وربما يرى أن أحمد لا يزال طالب ، يدفعه طيش شبابه على هذة الامور ، فتحمل المسئولية شىء ، والأحلام والوردية شىءً أخر . استأذن أحمد بإلانصراف ، ورد عليها والد سلمى : شرفت يا بشمهندس ، وشكرا مره تانية على تعبك معانا ، لا شكر على واجب يا حاج ربيع ، كان هذا رد أحمد وهو ذاهباً ، حزيناً ، فقد تبدد حلمه ، وربما تضيع منه حبيبته وفى طريق عودته لمنزله ، إتصلت به سلمى ، فلم يرد عليها ، توالت الإتصالات ، ولكن لا مجيب ، فأرسلت له رسالة : مالك يا أحمد ، مبتردش عليا ليه؟ إية إللى حصل ؟؟ . قرأ أحمد الرسالة ولم يرد ، إتصلت سلمى مرة أخرى ، فرد عليها ، وكانت عادته ان يتصل هو عليها بعد إنتهاء رنتها الخاصة أحمد : أيوة يا سلمى سلمى : مالك ، إية اللى حصل ، وبابا قلك إيه؟ أحمد : يعنى إنت معرفتيش ؟ سلمى : والله ما عرفت حاجة ، انا كنت مشغولة مع الناس جوه، وبابا متكلمش ولا قال اى حاجه أحمد : والدك قالى لما تخلص تعليم وتشتغل وتكوّن نفسك ، الف بيت هيتمنى يناسبك ، يعنى من الاخر ، مع نفسك . سلمى : متزعلش يا حبيبى ، انا هخلى ماما تضغط عليه ، وهيوافق إن شاء الله ، عشان خاطرى متزعلش . أحمد : ربنا يقدم إللى فيه الخير ، يلا عشان انا داخل على البيت ، عاوزة حاجه ؟ سلمى : لا سلامتك ، بحبك !!!! أحمد : وأنا كمان ، مع السلامة . دخل أحمد المنزل ، ووجد والده ووالدته جالسين ، وفى صوتاً واحد ، هااااا ؟ عملت إيه؟ أحمد : ولا حاجه ، قالى شد حيلك ، وخلص دراستك ، وإشتغل وكوّن نفسك ، والف بيت هيتمنى يناسبك . أم أحمد : معلش يا حبيبى ، تعالى لما أجبلك كوباية عصير أبو أحمد : مش قلتلك ، يابنى إنت لسة صغير ، والدنيا مش طارت ، والراجل مغلطتش ، بنات الناس مش لعبه. أحمد : يا حاج وأنا لو عاوز ألعب بيها ، هروح أتقدملها ؟؟ أبو أحمد : يابنى إللى بيوافق على عريس ، بيوافق على واحد ، جاهز ، عنده شقة ، هيقدر يجيب عفش ، هيقدر يصرف على بنتهم ، مش لسه بيدرس ولسه لما يتخرج هيدور على شغل ويكون نفسه ، إنت لسة مشوارك طويل أحمد : ماشى ، ربنا يسهل ، انا داخل أريح فى أوضتى شوية أم أحمد بعد إلانتهاء من عمل العصير : يوووه ؟ أحمد راح فين ؟؟ أحمد إفتح يابنى إشرب العصير ؟ دا ساقع وطازه أحمد : مليش نفس يا ماما أم أحمد : يا حبيبى يابنى
وعلى الجانب الأخر ، فى المساء ، عندما جلست أم سلمى مع زوجها الحاج ربيع ، وكانت سلمى تقف خلف باب الغرفة تنصت إليهم ، أم سلمى : هو البشمهندس أحمد كان جايلك لأيه يا حج ؟ الحاج ربيع : كان جاى يبارك على نجاح سلمى أم سلمى : بس ؟ الحاج ربيع : اه بس أم سلمى : يعنى مش فاتحك فى أى موضوع تانى ؟ الحاج ربيع : شكلك بتلمحى لحاجه ، قولى إللى عندك أم سلمى : يعنى مش طلب منك إيد سلمى الحاج ربيع : الله الله ، دا إنتى عارفه كل حاجه أهو ، طب ما كنتى تيجى تقعدنا معانا ولا تقابليه إنتى أحسن
ومن خلف الباب سلمى تضرب بأصابع ديها على فمها وتقول ، يا انهار اسود ، يا انهار اسود ، الست دى هتودينى فى داهيه ، أم سلمى : يووه يا حاج ، انا سمعت طراطيش كلام وأنا معديه الحاج ربيع : طيب وعاوزه إيه دلوقتى ؟ أم سلمى : بالهدواه يا ربيع ، انت بتزعق ليه الحاج ربيع : أصل كلام فاضى ، واحد لسه بيأخد مصروفه من أبوه وعاوز يتجوز !! أم سلمى : هو قالك إنه عاوز يتجوز ؟ وإنت قلتله إيه ؟ الحاج ربيع : قلتله سلمى لسة صغيره وإنت لسة صغير ، ، إنت شد حيلك ، وخلص دراستك ، وإشتغل وكوّن نفسك ، والف بيت هيتمنى يناسبك . أم سلمى : يا ربيع ، ما بنات كتير إجوزت بعد الثانوية ، وبعدين هما هيتخطبوا بس ، وكمان سنتين ولا تلاتة يتجوزوا الحاج ربيع : إنتى هبله ؟ الواد لسه مخلصش كلية ، يعنى متعرفيش حاجه عن مستقبله ، تربطى بنتك بيه ليه من دلوقتى ؟ لما يبقى يخلص ويشتغل ويكون راجل ، لو لسه متزوجتش يبقى يتقدملها ، وقفّلى على الموضوع دا خالص .
ذهبت سلمى مسرعه إلى سريرها وألقت بجسدها عليه وهى تبكى ، ثم فتحت محمولها الخاص ، وأخذت تقرأ الرسائل المتبادلة بينها وبين أحمد والدموع تتساقط على خديها ، وعندما دخلت امها الغرفة ، مسحت دموعها ، ثم بادرتها أمها ، ام سلمى : أبوكى عنده حق يا سلمى ، هو خايف عليكى ، وأحمد لسه صغير ، وبعدين يا ستى ، لما يخلص ويشتغل ، يبقى يتقدملك ووقتها أبوكى مش هيرفض . سلمى : مليش دعوة ، وأفرض حب واحدة غيرى ، ولا أبويا جابلى عريس تانى وقالى هتتزوجية أخذت أم سلمى صغيرتها على صدرها وقالت : الزواج مش بالعافية يا حبيبتى ، لو جالك أى حد أرفضيه ، ويلا قومى إغسلى وجهك عشان نتعشى سلمى : مش عايزة أكل ومش هاكل ، الا لما أبويا يوافق على أحمد أم سلمى : إخزى الشيطان ويلا يا سلمى ، متخليش أبوكى يحس بحاجة ويعمل لنا مشكلة سلمى : مش عايزة أكل ، مليش نفس ، كويس كدا خرجت أم سلمى من الغرفة ، وأغلقت سلمى الباب وظلت تبكى
وفى وقت العشاء ، سأل الحاج ربيع : فين سلمى ، مجتش تتعشى ليه ؟ أم سلمى : ملهاش نفس ، ونامت الحاج ربيع : يعنى إيه ملهاش نفس ؟ فيه إيه ؟ أم سلمى : مفيش يا ربيع ، نامت وخلاص الحاج ربيع : اوعى تكون البنت سلمى عارفه الواد دا وعارفه موضوع انهارده ؟؟ ظهرت علامات الحيرة والإرتباك على أم سلمى : لالالا ، هتعرف منين ؟ الحاج ربيع ممسكا بيد زوجته وضاغطاً عليها : الكدب باين فى عنيكى ، تعرف ولا لأ أم سلمى : أى أى ، سيب إيدى ، ايوه تعرف ، بس مفيش حاجه والله الحاج ربيع : والله عال ، يا حلاوة تربيتى فيك يا بنت الـ ..... قام ربيع من على العشاء وذهب يطرق باب غرفة سلمى ، إفتحى يا بت ، إظاهر إنى معرفتش أربيكى كويس ، إفتحى يا بنت الـ..... ، انا غلطان يوم ما اشتريت ليكى موبيل ، والله لكسره على راسك قامت سلمى مسرعة وأمسكت بالمحمول الخاص بها ، وقامت بحذف جميع الرسائل الخاصة بأحمد ، ودموعها تتساقط على خدها ، فهى تعلم جيدا ، لو وقعت هذة الرسائل تحت يد أبيها لقتلها شر قتله. ثم فتحت الباب ، بعد ان ذهب أبيها والقت المحمول خرجا وقالت المحمول أهو ، ومش عاوزة حاجة منكو ، وأغلقت الغرفة مرة ثانية وظلت تبكى طوال الليل حتى راحت فى نوم عميق .
الجزء الثالث قريباً | |
|