"الحب جنون"

هو رجل مدهش جداً ، رائع إلى حدود الخيال وأكثر ،وصادق بحجم السماء وطهارة الملائكة والمنزلين ، أحبه بأدق تفاصيله ، وأعشق كل ما فيه ، طريقة حديثه بعفوية معي ورسمية مع غيري ، ومحاولاته المميزة لإضحاكي وبث السعادة في روحي حين يستوطن الألم كياني ، واستفزازاته لي لإثارة غيرتي عليه حين يخاصمني فيذهب ليقهرني إلى مكان يعج بالجميلات ويرسل لي وهو هناك يقول :" ما عدتِ تثيرين اهتمامي" ، كاذب هو ، فحتى عندما يكون وسط حشد من النساء اللواتي يحاولن سلبه مني بكل ما أوتين من قوة ، هو يفكر بي أنا فقط !!! ، حقاً أحبه ، حتى طريقة غضبه وثورته علي أعشقها ، فكلما حادثت أحداً غيره وإن كان حديثاً عادياً وبسيطاً وعابراً يتشتت فكره لأيام ويسرح كثيراً ، ولا يطمئن له بال إلا حينما أخبره بأنني لم ولن أفكر في أحد سواه رغم أنه على يقين بذلك ، أعترف بأنني لا أكون بقمة الفرح إلا معه ، وبأن لا أحداً غيره يثير اهتمامي ويمتلك فكري ووجداني مهما طال غيابه عني ، هو لي كالوطن تماماً ، يحتويني بواحة قلبه ، ويدرك عني تفاصيل التفاصيل ، يعلم متى أكون مستاءة ليسعدني ، يوماً شككت في حبه لي ، فأمسك بيدي بقسوة حينها ، وأخذ يقول :"أحبك ، أقسم برب الكون أني أحبك ، ولن أسمح لأحد غيري بأن يقترب منكِ مهما حصل ، أنتِ لي أنا" ، يقول لي باستمرار بأنه لم يكن يدرك بأن له في هذي الحياة نصف آخر إلا حينما وجدني ، حبيبي رومانسي وسياسي في آن ، ويعرف جيداً كيف يخلط بين الأمرين ليمنحني عشق مثالي ، لا أمل منه ولا أتعب رغم تكرار فصوله أحياناً ، يوماً أخبرته بأنني لا أريد من هذي الحياة سوى سعادته وأنا سأكون هماً عليه لذا سأخرج تماماً من حياته ، كان محبطاً كثيراً بعدما قلته ، وكأنني غرست خنجراً في قلبه ، نظر إلي بتأمل قاس ، وقال :"إن كنتِ تكترثين بأمري وبسعادتي ، فسعادتي معك ، ثقي بأني سأتحدى الجميع لأجلك ، وإن ،، إن كنتِ تحسبين بأنني سأتخلى عنك لرجل غيري ، فأنتِ مخطئة ، سأقتل كل من يحاول المساس بك " قلت له وقتها :"مجنون أنت" ، نظر لي باستفزاز وببرود وقال :"الحب جنون"

منقول ... بقلم ريتا عيد