عارض الحرب على العراق.. وشكك فى التوقعات الأمريكية بدمحترم بغداد عصر الديمقراطية
أستاذة سابقة لـ"السيسى": يمتلك وجهات نظر لكنه كان يفضل الحذر
ضابط أمريكى متقاعد: متدين لا يعرف التعصب.. وكان يؤم الطلبة المسلمين
قائد كلية الحرب: وزير الدفاع الأمريكى اعترف بعدم قدرته التأثير على قرار مصر بعد 30 يونيو.. ويؤكد: صورة "السيسى" ستنضم لقاعة الشرف قريباً
كان إماماً للمصلين فى بلدة كارسيل بالولايات المتحدة الأمريكية من مختلف الجنسيات، ومن أشد المعارضين للحرب على العراق، وأوهام واشنطن بأن بغداد ينتظرها ربيع من الديمقراطية فى أعقاب الغزو الأنجلو أمريكى عام 2003 .. وكان صديقاً مخلصاً لا يتردد فى إقراضك المال لتشترى خاتما لزوجتك.. إنه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، الذى كشف أرشيف كلية الحرب ببلدة كارسيل الأمريكية تفاصيل عن حياته لا يعرفها كثير من المصريين، فى كتاب الكلية السنوى لعام 2006.
بعيد عن النياشين
على خلاف ما يظهر عليه الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى الصور اليوم بملابسه العسكرية الأنيقة التى تزينها النياشين، يبين الكتاب السنوى لكلية الحرب الأمريكية صورا للفريق مبتسماً، فى حفل ببلدة صغيرة فى بنسلفانيا وهو يبدو مسترخياً ومرتديا قميص بولو أصفر اللون.
وثمة صورة للسيسى أثناء زيارته لأحد ميادين الحرب الأهلية الأمريكية وصورة أخرى لأسرته التقطت فى حفل حضروه بمناسبة عيد القديسين، وتظهر فى الصورة زوجته وابنته إلى جانب امرأة ترتدى ملابس كليوباترا، وتوثق الصور فى هذا الكتاب الذى لا يعود إلى تاريخ بعيد، تذكرة لعام أكاديمى قضاه السيسى، خلال بعثة زمالة عسكرية فى هذا المكان الهادئ فى الولايات المتحدة.
فى بلدة كارسيل، ترك السيسى انطباعاً فى المسجد المحلى وفى الكلية نفسها بأنه طالب جاد تعكس كتاباته مدى إدراكه، أن تطبيق الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط أمر محفوف بالصعوبات.
واشتهر السيسى هناك بأنه رجل متدين كان يؤم الصلاة فى بعض الأحيان، وقال عبد الماجد عبود الذى يصلى فى مسجد كارسيل "كان يصلى معنا. هو الآن رجل مهم."
بينما قال الضابط الأمريكى المتقاعد فرانك فيليبس، الذى كان صديقاً للسيسى هناك أن الجنرال المصرى كان يؤم الطلبة المسلمين فى الصلاة خلال الدورة الدراسية. وأضاف: "كان متدينا لكنه لم يكن متعصباً" وقال إنه "شديد الوطنية".
ويحكى فيليبس أن السيسى ذهب معه لشراء خاتم زواج فى كولومبوس فى جورجيا. وعندما اتفق فيليبس على أن يعود لاحقاً لتسلم الخاتم، وهو أمر غير معهود فى مصر، عرض السيسى أن يساعده مالياً كى يعود بالخاتم فى نفس اليوم. ورفض فيليبس العرض بلطف لكنه قدر موقف السيسى بشدة. وقال "إنه رجل رصين".
رجل خارج الوصاية الأمريكية
بحسب ما أكده قائد كلية الحرب الجنرال أنتونى كوكولو، فإن وزير الدفاع الأمريكى اعترف أكثر من مرة بأن قدرات الولايات المتحدة على التأثير فى مجريات الأمور فى مصر بعد 30 يونيو أصبحت محدودة، متعلللاً بقوله: "كل الدول محدودة النفوذ فى الشئون الداخلية للدول الأخرى".
وقالت شريفة زهور الأستاذة السابقة للسيسى والتى كانت تدرس موضوعات عن الشرق الأوسط: كان أكثر ميلاً للحذر، لم يكن السبب أنه لا يمتلك وجهة نظر، لكن اعتقد أنه كان يعرف أن أى شىء يمكن أن تقوله يمكن ترديده."
ووصف مستشار كلية الحربية، ستيف جيراس، السيسى بـ"جاد وهادئ" حتى فى المناسبات التى تجرى فى الخارج، ومن بينها تجمع حضره السيسى فى بيت جيراس نفسه لمشاهدة مباراة رياضية.
ويتحدث من عرفوا السيسى، خلال بعثته إلى الولايات المتحدة عن موقفه المعارض للحرب على العراق، وتشككه الواضح فى الفرضيات الأمريكية المسبقة عن ازدهار الديمقراطية فى بغداد ما بعد الحرب.
ورفض من عرفوا السيسى خلال إقامته بالولايات المتحدة بشكل عام اتخاذ موقف من الاضطرابات السياسية فى مصر. لكن الجنرال المتقاعد فيليبس يقول إنه مطمئن إلى أن السيسى سيفعل الأصلح لمصر".
قاعة الشرف العسكرية
كتب اسم السيسى مع زملائه الآخرين من فصل 2006 على لوحة مطلية باللون البرونزى تغطى جدار روت هول - البناية الرئيسية فى كلية الحرب. لكن التكريم الأعلى فى الكلية لا يزال فى انتظاره. ففى الداخل توجد "صالة الشرف" وفيها صور للمبعوثين الذين - مثل السيسى - قادوا جيوش بلادهم.
والجنرال تيبور بنكو الذى أصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة المجرية، هو أحدث المنضمين إلى قاعة الشرف وقد وضعت صورة أكبر حجما له فى صدر عشرات من العسكريين الآخرين، من ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى.
وعلى الرغم من أن القرار النهائى بشأن ضم صورة السيسى إلى قاعة الشرف، يرجع إلى السفيرة الأمريكية فى القاهرة وكبار مسئولى الجيش، قال كوكولو إن إجراءات ضمه ستبدأ فى المضى قدما. وقال رئيس الكلية "إنه يستوفى المعايير وسوف أمضى قدماً فى هذا الأمر. وما يجرى الآن لا يؤثر فى رأيى فى هذا الشأن."